المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 15/12/2009 الموقع : kuwait
موضوع: بيت ديكسون الأربعاء فبراير 10, 2010 9:46 am
يعد من المعالم الأثرية التي ذات الالتصاق الوثيق بالذاكرة الشعبية والتاريخ السياسي لدولة الكويت . أنه ذلك المنزل القديم الوقع على شارع الخليج العربي والذي كان ملكا حتى عام 1990 لعائلة المعتمد البريطاني هارولد ديكسون وزوجته فيوليت . وبيت ديكسون له قصة ذات أهمية سياسية ومعمارية وذلك لاستخدامه لمدة تزيد عن الخمسين عاما كمقر للمعتمدين السياسيين البريطانيين ، والذين قاموا بتحويل طرازه المعماري المحلي إلى طراز مستوحى من " البيت ذي الشرفة " والذي بناه البريطانيون لأنفسهم في مستعمراتهم الحارة خاصة في الهند . لقد أصبح بيت ديكسون رمزا للصداقة العميقة والعلاقات السياسية الوطيدة بين دولة الكويت وبريطانيا التي ظلت باقية حوالي مائتي عام . والتي مازالت الجهود آخذة في تعزيزها ودعمها من خلال التبادل السياسي والعسكري والتجاري والتعليمي والثقافي . ولما كان بيت ديكسون قد دخل في حقبة جديدة من إعادة البناء والتأهيل ، تحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وتبرع كريم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ، فها هو الآن – بعد ترميمه وإعادة ملامحه المعمارية والحضارية – قد اصبح معلما حيا للصداقة الحميمة التي تجمع بين الكويت وبريطانيا . بعد تحويله الى مركز ثقافي وتحفا لتاريخ العلاقات الكويتية البريطانية. الشواهد على العلاقات التاريخية التي تجمع البلدان بعضها ببعض تختلف حسب الازمنة والشعوب وطبيعة العلاقات سواء كانت ودية او عدائية لتظل لسنوات عديدة تحكي لمختلف الاجيال كل ما يتصل بهذه العلاقات. و(بيت.ديكسون) الواقع على شارع الخليج العربي بالقرب من قصر السيف يعتبر رمزا للصداقة العميقة وللعلاقات السياسية الوطيدة بين دولة الكويت وبريطانيا التي تمتد لنحو 20 عقدا. ويتمتع البيت بميزة تنبع من خلفيته السياسية التاريخية حين استخدم لمدة تزيد على ثلاثين عاما كمكتب ومقر للمعتمدين السياسيين البريطانيين الذين عاشوا حياتهم العائلية ومارسوا مهامهم الرسمية بين جنباته. وامتدت الايدي فيما بعد لتحويل اصوله المعمارية التقليدية المحلية الى طراز معماري جديد على المنطقة مستوحى من الطراز الذي بناه البريطانيون لانفسهم في مستعمراتهم الحارة وبخاصة في الهند. وانشىء المبنى المعروف حاليا (بيت.ديكسون) على شاطىء البحر بالقرب من قصر السيف في نهاية القرن الـ19 وهو ملك لاحد التجار الكويتيين حيث كان يستخدمه سكنا ومخزنا. وعقب الاتفاقية التاريخية التي تمت بين حاكم الكويت الشيخ مبارك الكبير وبريطانيا عام 1899 اصبح البيت منذ عام 1904 سكنا ومكتبا للمعتمد السياسي البريطاني حتى عام 1935. ويعتبر البيت احد اهم المباني التراثية في الكويت فبناؤه المعماري يتسم بشخصية فريدة تمثل عدة طرز معمارية انصهرت في مبنى واحد وعلى الرغم من انه يختلف في شكله الخارجي وفي تقسيم المساحات داخله عما نألفه في العمارة الكويتية التقليدية فانه من حيث البناء يعتبر ومبنى السفارة البريطانية القديم المبنيين الوحيدين اللذين يمثلان الطراز المعماري الكولونيالي في الكويت . وتسلم البيت على حاله الاصلي اول معتمد بريطاني في الكويت الكولونيل نوكس دون ان يدخل عليه اي تعديلات وجاء بعده الكولونيل شكسبير وكان له تأثير كبير في بيت ديكسون من حيث طرازه المعماري اذ اجرى عليه اهم التعديلات حين حوله من نمطه العربي المحلي التقليدي الى مزيج من هذا الطراز والطراز السائد في المباني البريطانية . ومن يتجول في أروقة المبنى يلاحظ وجود غرفة استقبال عريضة على السطح اضافة الى المدفأة الموجودة في غرفة الاستقبال والشرفة المرتفعة. وأضفت التعديلات التي قام بها شكسبير سمة جديدة على طراز هذا البيت العربي التقليدي وحولت بيتا سكنيا متواضعا الى بيت ضخم نسبيا وبخاصة إضافة الشرفة المكشوفة والسلمين المنحنيين في الواجهة. وتسلم منصب المعتمد البريطاني بعد الكابتن شكسبير عدد من المعتمدين البريطانيين لفترات قصيرة متفاوتة وفي عام 1920 جاء الكولونيل مور الذي سلم البيت الى المعتمد البريطاني الذي خلفه وهو الكولونيل هارولد ديكسون في حالة يرثى لها مما حتم عليه أجراء عمليات إصلاح وإعادة بناء استمرت طوال فترة معيشته في الكويت. وحين تقاعد ديكسون من الخدمة في العمل السياسي عام 1936 عينه أمير الكويت الراحل الشيخ احمد الجابر الصباح في منصب الممثل المحلي الأعلى لشركة نفط الكويت والتي كانت قد أنشئت حديثا. وعاش ديكسون في البيت حتى وافته المنية عام 1959 ونسب البيت الى اسمه. وبعد سنوات عديدة امتدت ايادي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إليه واعادة تأهيله ليصبح معلما حيا ومركزا ثقافيا مميزا يعبر عن الصداقة الحميمة التي تجمع البلدين.